الإسلام والأزهر الشريف يربطان مصر بأنحاء العالم الإسلامي برباط وثيق هو رباط الإسلام القوي، والقلعة التي تصل بين مصر وبين بلاد كثيرة في أفريقيا وغيرها حيث تصل لضواحي أوروبا والعالم بأسره، فالعقيدة تربط أكثر من مليار مسلم في العالم.
ويعد الجامع الأزهر أحد المساجد الجامعة التي عرفها العالم الإسلامي عبر التاريخ، فكان الجامع أوسع شهرة وأعمقها تأثيرا وأعظمها إثارة للجدل والخلاف، كان الأزهر ولا يزال كعبةً يحج إليها الطلاب والعلماء وعوام الناس من كافة أقطار الأرض، ينهلون من علمه، ويقتبسون من نوره، وأعظم ما يدلنا على ما لهذا الجامع من مقام عظيم في العالم الإسلامي، امتداد آثاره من أواسط أفريقيا إلى روسيا، ومن أقاصي الهند إلى مراكش، لم تر الأرض بعد المدنية من كمثل نوره.
يعتبر الأزهر منارة ومركز إشعاع روحي ينهض لتأدية رسالته النبيلة، كما يغترف من علومه الآلاف والآلاف من الطلاب والباحثين، بالإضافة إلى تلك الفتاوى المعاصرة التي يتصدى لها علماؤها.
إن تاريخ الأزهر هو تاريخ الثقافة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجري وحتي اليوم، وإذا كانت مصر قد وضعتها الأقدار في هذا الموقع الحيوي على خريطة العالم حيث تقع كمركز اتصال حضاري بين قارات العالم، فإن الأزهر قد نهض في هذا المكان – ولا يزال يقوم – بدور رائع عظيم الأثر في الفكر الإسلامي، بل والفكر الإنساني في فكر متجدد وسطي، يرسل دعاته وأفكاره في كل اتجاه ينشر العلم والمعرفة، وقد وقف الأزهر ألف سنة أو تزيد، يصارع الحوادث والأفكار الفاسدة .
ويتناول كتاب "شيوخ الأزهر في مصر" للباحث عمرو اسماعيل، مسيرة شيوخ الأزهر، وقد تركوا إرثا عظيما من العلم والاستنارة. هذه الكوكبة من العلماء في مشيخة الأزهر، يعرف لهم فضلهم بما قدموه من فكر إصلاحي وتجديدي، ولايفوتنا ما نظمه أمير الشعراء أحمد شوقى:
قم في فم الدنيا وحي الأزهرا ** وانثر على سمع الزمان الجوهرا
واجعل مكان الدر إن فصلته ** في مدحه خرز السماء النيرا
واذكره بعد المسجدين معظما ** لمساجد الله الثلاثة مكبرا
واخشع مليا واقض حق أئمة ** طلعوا به زهرا وماجوا أبحرا
هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي،، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة قام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله، وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط وجامع ابن طولون في القطائع، كذلك أعد وقتها ليكون معهداً تعليمياً لتعليم المذهب الشيعي ونشره، فبدأ في بناؤه في جمادي الأول 359هـ/970م، وأتم بناءه وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ /972م، وعرف بجامع القاهرة ورغم أن يد الإصلاح والترميم توالت عليه على مر العصور فغيرت كثيراً من معالمه الفاطمية إلا أنه يعد أقدم أثر فاطمي قائم بمصر. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناً بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد.
كان الأزهر جامعًا ومدرسة لتخريج الدعاة الفاطميين، ليروجّوا للمذهب الإسماعيلى الشيعى (الشيعة السبعية) الذى كان مذهب الفاطميين آنذاك، وكان بناؤه في أعقاب فتح جوهر لمصر في ١١ شعبان سنة ٢٥٨هـ/ يوليو ٩٦٩، حيث وضع أساس مدينة القاهرة في ١٧ شعبان سنة ٣٥٨هـ، لتكون العاصمة ومدينة الجند غربي جبل المقطم، ووضع أساس قصر الخليفة المعز لدين الله وحجر أساس الجامع الأزهر في ١٤رمضان سنة ٣٥٩هـ/٩٧٠.
شهد الأزهر أول حلقة درس تعليمي عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان في شهر صفر ٣٦٥هـ/ أكتوبر ٩٧٥، ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت. ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس وأجرى عليهم رواتب مجزية، وأقام لهم دورًا للسكن بجوار المسجد. وكان يطلق عليهم المجاورون، وبهذا اكتسب الأزهر لأول مرة صفة العلمية باعتباره معهدًا للدراسة المنظمة، فشهد إقبالًا وازدحم بالعلماء والدارسين.
سعى جوهر الصقلي إلى تثبيت أركان الدولة الفاطمية في مصر، وشرع في نشر المذهب الشيعي، لكن انتهت علاقة الأزهر بهذا المذهب مع نهاية العصر الفاطمي في مصر على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي أعاد لمصر المذهب السني مرة أخرى عن طريق إنشاء مدارس تابعة للمذهب السني.
فقد تم تعطله عن أداء دوره وتم تهميشه في عهد صلاح الدين الأيوبي الذي كان يهدف إلى محاربة المذهب الشيعي ومؤازرة المذهب السني، فأبطلت الخطبة فيه، وظلت معطلة مائة عام.
ومع حلول العصر المملوكي، شهد الجامع الأزهر تحولًا كبيرًا، بدأت إعادة صلاة الجمعة وسرعان ما اتجه سلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيها سنيًا وفقًا للمذاهب الأربعة، وتبوأ الأزهر مكانة علمية ودينية كبيرة في ذلك الوقت، وأصبح المركز الرئيسى للدراسات السنية في مصر والعالم الإسلامي، لا سيما بعد سقوط بغداد في الشرق، وتصدع الحكم الإسلامي في الأندلس وشمال إفريقيا، وتركزت آمال المسلمين فيه فنفذ مهمته العملية والدينية وأصبح مقصدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.
شيوخ الأزهر الاجلاء
يعد الأزهر من أكبر وأقدم المؤسسات الإسلامية الوسطية في العالم، ولقد حافظ على ريادته ورسالته المعتدلة ودوره العالمي طوال أكثر من ألف عام، وأن هذا الإرث التاريخي جعل من الأزهر أكبر وأهم مرجعية إسلامية في العالم.
وقد ارتبط عبر تاريخه بالعديد من الأسماء والرموز التي قامت على أكتافها رسالة الجامع الكبير السياسية والعلمية والدعوية والفكرية، ومن بينهم الشيخ عبدالله الشرقاوي الشافعي، الذي ساند المشروع الإصلاحي لعلي بك الكبير في أواخر القرن الثامن عشر، والشيخ حسن بن محمد العطار الذي قاد ثورات القاهرة ضد الحملة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، والشيخ سليم البشري، والشيخ محمد مصطفى المراغي، والشيخ المجدد محمود شلتوت، والدكتور عبدالحليم محمود والشيخ جاد الحق علي جاد الحق، والدكتور محمد سيد طنطاوي، والدكتور أحمد الطيب.
قائمة بترتيب المشايخ والعلماء السادة أصحاب الفضيلة
((شيوخ الازهر و الأئمة الكبار )) مع صورهم الترتيب
♦️ نذكر الشيخ
♦️ثم المذهب
♦️ثم مدة المشيخة
♦️ثم الملاحظات
رحمهم الله جميعا واسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وبارك فى عمر شيخنا الفاضل الشيخ أحمد الطيب
واليكم الترتيب فضيله الشيخ :
1 /♦️محمد الخراشي مالكي (1090 هـ - 1101 هـ/ 1679م - 1690م) توفى سنة 1101هـ / 1690م
2 /♦️إبراهيم البرماوي شافعي (1101 هـ - 1106 هـ/ 1690م - 1694م) بعض المصادر تغفله وتقول إن الشيخ النشرتي هو ثاني شيوخ الجامع الأزهر خلافاً للواقع.
3/ ♦️محمد النشرتي مالكي (1106 هـ - 1120 هـ / 1694 م - 1708م)
4/ ♦️عبد الباقي القليني مالكي (1120 هـ- ؟ / 1708م-؟)
5 /♦️محمد شنن مالكي توفي سنة 1133 هـ/1721 م
6/♦️إبراهيم موسى الفيومي مالكي (1133هـ - 1137 هـ / 1721م - 1725م) آخر من ولي مشيخة الأزهر من المالكية بعد احتكار المالكية للمنصب لنصف قرن متصل.
7/♦️عبد الله الشبراوي شافعي (113، هـ - 1171 هـ / 1725م - 1757م)
8 /♦️محمد سالم الحفني شافعي (1171 هـ - 1181 هـ / 1757م - 1767م)
9 /♦️عبد الرؤوف السجيني شافعي (1181 هـ - 1182 هـ / 1767م - 1768م)
10/♦️ أحمد الدمنهوري شافعي (1182 هـ -1190 هـ / 1768م - 1776م) عطلت المشيخة بعده مدةً بسبب نزاعات وشغب بين الحنفية والشافعية.
11/♦️ أحمد بن موسى العروسى شافعي (1192 هـ - 1208 هـ / 1778م - 1793م) من أسرة العروسي. والد الإمام الرابع عشر محمد بن أحمد العروسي وجد الإمام العشرين مصطفى العروسي.
12/ ♦️عبد الله الشرقاوي شافعي (1208هـ - 1227 هـ / 1793م - 1812م)
13/♦️ محمد الشنواني شافعي (1227 هـ - 1233 هـ / 1812م - 1818م)
14/♦️ محمد بن أحمد العروسي شافعي (1233 هـ - 1245 هـ / 1818م - 1829م) من أسرة العروسي. ابن الإمام الحادي عشر أحمد بن موسى العروسى ووالد الإمام العشرين مصطفى العروسي.
15/♦️ أحمد بن علي الدمهوجي شافعي (1245 هـ - 1246 هـ / 1829م - 1830م)
16/♦️ حسن بن محمد العطار (1246 هـ - 1250 هـ / 1830م - 1834م)
17/♦️حسن القويسني شافعي (1250 هـ - 1254 هـ / 1834م - 1838م)
18 /♦️أحمد عبد الجواد شافعي (1254 هـ -1263 هـ / 1838م - 1847م)
19/ ♦️إبراهيم الباجوري شافعي (1263 هـ - 1277 هـ / 1847 - 1860م) حدثت اضطرابات في الأزهر، فظل بلا شيخ، وتم تعيين أربعة وكلاء نيابة عن الشيخ الباجوري للقيام بشئون الجامع، ولما توفي سنة 1277 هـ (1860م) استمروا في القيام بشئون الأزهر حتى عين الشيخ مصطفى العروسي.
20 /♦️مصطفى العروسي (1281 هـ - 1287 هـ / 1864م - 1870م) من أسرة العروسي. ابن الإمام الرابع عشر محمد بن أحمد العروسي وحفيد الإمام الحادي عشر أحمد بن موسى العروسى.
21 /♦️محمد المهدي العباسي حنفي (1287 هـ - 1299 هـ / 1870م - 1882م) أول من جمع بين منصبي الإفتاء ومشيخة الأزهر، وأول حنفي يتولى مشيخة الأزهر.
22/ ♦️شمس الدين الإنبابي شافعي (1299 هـ - 1313 هـ / 1882م - 1896م)
23/ ♦️حسونة النواوي حنفي (1313 هـ - 1317 هـ / 1896م - 1900م)
24/ ♦️عبد الرحمن القطب النواوي حنفي (1317 هـ /1900م) ابن عم الإمام السابق الشيخ حسونة النواوي.
25 /♦️سليم البشري مالكي (1317 هـ - 1320 هـ / 1900م - 1904م)
26/ ♦️علي بن محمد الببلاوي استقال في شهر محرم عام 1323 هـ / 1905م
27/♦️ عبد الرحمن الشربيني استقال سنة 1327 هـ/ 1909م.
28/♦️ حسونة النواوي استقال أيضاً سنة 1327 هـ/ 1909م. المشيخة الثانية له.
29 /♦️سليم البشري مالكي حتى سنة 1335 هـ/ 1916م. المشيخة الثانية له.
30/♦️ محمد أبو الفضل الجيزاوي (14 ذو الحجة 1325 هـ - 1348 هـ / 1907م-1928م)
31/ ♦️محمد مصطفى المراغي حنفي 1348 هـ - 1350 هـ / 1928 - 1930 م
32 /♦️محمد الأحمدي الظواهري (1350 هـ - 1354 هـ / 1930م - 1935م)
33 /♦️محمد مصطفى المراغي حنفي 1354 - 1364 هـ / (1935م - 1945م) المشيخة الثانية له.
34/♦️ مصطفى عبد الرازق 1364 - 1366 هـ / (1945م - 1947م)
35/ ♦️محمد مأمون الشناوي 1366 - 1369 هـ / (1948م - 1950م)
36 /♦️عبد المجيد سليم البشري 1369 - 1370 هـ / (1950م - 1951م)
37 /♦️إبراهيم حمروش 1370 - 1371 هـ / (1951م - 1952م)
38/♦️ عبد المجيد سليم البشري 1371 - 1371 هـ / (1952م - 1952م) المشيخة الثانية له
39 /♦️محمد الخضر حسين 1371 - 1373 هـ / (1952م - 1954م)
40/♦️ عبد الرحمن تاج 1373 - 1377 هـ / (1954م - 1958م)
41/ ♦️محمود شلتوت 1377 - 1383 هـ / (1958م - 1963م)
42/ ♦️حسن مأمون 1383 - 1389 هـ / (1963م - 1969م)
43/♦️ محمد الفحام 1389 - 1393 هـ / (1969 - 1973)
44/ ♦️عبد الحليم محمود 1393 - 1398 هـ / (1973 - 1978)
45/ ♦️محمد عبد الرحمن بيصار 1398 - 1402 هـ / (1979 - 1982)
46/ ♦️جاد الحق علي جاد الحق 1402 - 1417 هـ / (1982 - 1996)
47/ ♦️محمد سيد طنطاوي 1417 - 24 ربيع الأول 1431 هـ / (1996 - 10 مارس
2010) في الأيام التسعة التي تلت وفاة محمد سيد طنطاوي وحتى تولى أحمد الطيب المشيخة، ظل وكيل الأزهر د.محمد عبد العزيز واصل قائماً بأعمال شيخ الأزهر والمتحدث الرسمي باسمه[1])
48 /♦️أحمد الطيب 3 ربيع الثاني 1431 هـ / (19 مارس 2010 - )