24) لِـلاَمِ أَلْ حَـالاَنِ قَبْـلَ الأَحْـرُفِ
= أُولاَهُمَـا إِظْـهَـارُهَـا فَلْتَـعْــرِفِ (لِـلاَمِ أَلْ حَـالاَنِ قَبْـلَ الأَحْـرُفِ):
أي: للام التعريف حالتين إذا وقعت قبل الأحرف الهجائية. ولام التعريف: هي
لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة مسبوقة بهمزة وصل مفتوحة عند الابتداء بها، وهي
تتصل باسم، سواء أمكن استقامة الكلمة التي تَلِيها بدونها مثل: (الشمس) و(القمر)
و(الجنة) و(النار)، أو لم يمكن مثل: (الذي) و(التي) و(الذين)، وتقع قبل الحروف
الهجائية جميعها ولا تقع قبل حروف المد الثلاثة؛ خشية التقاء الساكنين لأن لام
التعريف ساكنة وحروف المد ساكنة هذا من جهة، ومن جهة أخرى حروف المد يسبقها حركات محددة فيسبق الألف مفتوحاً والياء مكسوراً والواو مضموماً.
(أُولاَهُمَـا إِظْـهَـارُهَـا
فَلْتَـعْــرِفِ): أي: أولى حالتي لام التعريف الإظهار. وقوله (فلتعرف):
أي: فلتعلم أيها القارئ ذلك وتَعِه جيدًا.
25) قَبْلَ ارْبَعٍ
مَعْ عَّشْـرَةٍ خُـذْ عِلْمَـهُ = مِنْ إِبْغِ حَجَّـكَ وَخَـفْ عَقِيمَهُ
(قَبْلَ ارْبَعٍ مَع عَّشْـرَةٍ): أي: يجب إظهار لام التعريف إذا وقعت قبل
واحد من أربعة عشر حرفاً.
(خُـذْ عِلْمَـهُ مِنِ اِبْـغِ حَجَّـكَ وَخَـفْ
عَقِيمَهُ): أي: الحروف الأربعة عشر تُعلم من عبارة (إبغ حجك وخف عقيمه) ،معنى إبغ حجك وخف عقيمه: أي اطلب حجاً بلا رفث ولا فسوق ولا جدال وإلا
كان عقيماً لا ثواب فيه ولا نفع منه. قال الشيخ الجمزوري رحمه الله في كتابه فتح
الأقفال بشرح تحفة الأطفال: "ومعنى هذه الكلمة: اطلب حجاً لا رفث فيه ولا
فسوق ولا جدال".
بمعنى الحروف التي تُظهر عندها لام
التعريف هي الواردة في العبارة السابقة، وهي: (الألف مثل الإيمان، والباء مثل
البيع، والغين مثل الغاشية، والحاء مثل الحاقة، والجيم مثل الجحيم، والكاف مثل
الكافرون، والواو مثل الودود، والخاء مثل الخبير، والفاء مثل الفجر، والعين مثل
العاديات، والقاف مثل القمر، والياء مثل اليقين، والميم مثل المجيد، والهاء مثل
الهدى).
26) ثَانِيهِمَـا إِدْغَامُهَـا فِــي أَرْبَــعِ = وَعَـشْـرَةٍ أَيْـضًـا وَرَمْـزَهَـا فَـــعِ
(ثَانِيهِمَـا إِدْغَامُهَـا): أي: الحالة الثانية من حالتي لام التعريف
هي الإدغام.
(فِـي أَرْبَـعِ وَعَـشْرَةٍ أَيْـضًا ):
أي: يكون الإدغام إذا جاء بعد لام التعريف واحد من أربعة عشر حرفاً.
(وَرَمْـزَهَـا فَــعِ): أي: احفظ رمزها، وقد جمعها الشيخ الجمزوري
رحمه الله في البيت التالي.
27) طِبْ ثُمَّ صِلْ رُحْمًا تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ = دَعْ سُـوءَ ظَـنٍّ زُرْ شَرِيفًـا لِلْكَـرَمْ
أي: أول حرف من كل كلمة من كلمات هذا البيت حروف (الإدغام في لام التعريف)، بمعنى
إذا جاء بعد لام التعريف أي حرف من الحروف التالية كان الحكم إدغاماً: (الطاء مثل
الطامة، والثاء مثل الثمرات، والصاد مثل الصراط، والراء مثل الرحمن، والتاء مثل
التكاثر، والضاد مثال الضالين، والذال مثل الذاكرين، والنون مثل الناس، والدال مثل
الدين، والسين مثل السماء، والظاء مثل الظالمين، والزاي مثل الزيتون، والشين مثل
الشمس، واللام مثل الليل).
معنى هذا البيت: "طب": أي كن طيب النفس والروح. "ثم صِلْ رُحْماً تَفز":
أي كن ذا صلةٍ للأرحام تكن من الفائزين. "ضِفْ ذا نِعَم": أي إذا أردت
أن تستقبل ضيفاً فاستقبل صاحب خير ذا منافع دينية أو دنيوية. "دَعْ سوءَ
ظَنٍّ": أي اترك سوء الظن، فدائماً أحسن الظن بإخوانك المسلمين. "زُرْ
شريفاً للكرم": من الزيارة، أي كن زائراً لمن كان شريفاً عالي المنزلة كريم
الأخلاق طيباً يصفح ويعفو، فمثل هذا قريب من الناس وقريب من الله تعالى.
28) وَالَّـلامَ الاُولَـى سَمِّهَـا قَمْـرِيَّـهْ = الَّلامَ الاُخْـرَى سَمِّهَـا شَمْسِيَّـهْ
(وَالَّـلامَ الاُولَـى سَمِّهَـا قَمْـرِيَّـهْ):
أي: اللام الأولى التي يجب إظهارها تسمي قمرية؛ وذلك لظهورها عند النطق بلفظ
(القمر) ثم غلبت التسمية على كل اسم يماثله في ظهورها فيه، وقيل سميت قمرية؛
تشبيهاً للام التعريف بالنجوم والحروف الأربعة عشر (إبغ حجك وخف عقيمه) بالقمر حيث
تظهر النجوم مع ظهور القمر. وسبب الإظهار؛ التباعد بين اللام وبين أكثر حروف اللام
القمرية مخرجاً وصفة.
(وَالَّلامَ
الاُخْـرَى سَمِّهَـا شَمْسِيَّـهْ): أي: اللام الثانية التي يجب
إدغامها تسمي شمسية؛ وذلك لإدغامها بالشين عند النطق بلفظ (الشمس) ثم غلبت التسمية
على كل اسم يماثله في إدغام لام التعريف بما بعدها، وقيل سميت شمسية؛ تشبيهاً للام
التعريف بالنجوم والحروف الأربعة عشر المذكورة في أول حرف من كل كلمة من البيت
السابق بالشمس حيث تختفي النجوم عند ظهور الشمس. وسبب الإدغام؛ التماثل بين لام
التعريف واللام، والتقارب بين لام التعريف وباقي حروف اللام الشمسية مخرجاً وصفة.
29) وأظْـهِـرَنَّ لاَمَ فِـعْـلٍ مُطْلَـقَـا = فِي نَحْوِ قُلْ نَعَـمْ وَقُلْنَـا وَالْتَقَـى
أي: إن لام الفعل يجب إظهارها مطلقاً أي سواءً كان الفعل ماضياً أم مضارعاً
أم أمراً، ومن أمثلة ذلك كما ذكر الناظم: (قلْ نعم)، و(قلْنا)، و(الْتقى).
ولام الفعل هي: اللام الساكنة الواقعة في فعل، سواءً أكان ماضياً مثل:
(ألْهاكم، فالْتقى، أرسلْنا)، أم مضارعاً مثل: (يلْتقطه، يتوكلْ)، أم أمراً مثل: (قلْ
نعم، وألْق عصاك، فاجعلْ أفئدة). وحكم لام الفعل الساكنة الإظهار إلا إذا جاء
بعدها لام أو راء فتدغم في اللام للتماثل مثل: (قلْ لكم، يجعلْ لكم)، وتدغم في
الراء للتقارب على قول الجهمور مثل: (قلْ رب)، مَنْ
جعل لكلّ من الرّاء واللّام مخرجا منفرداً (وهو مذهب الجمهور ومنهم الإمام ابن
الجزري)، فالحكم عنده في: (قل رب) إدغام متقاربين صغير، ومَنْ جعل اللّام والرّاء
يخرجان من مخرج واحد (وهو مذهب الفراء والجرمي وقطرب وابن كيسان)، فالحكم عنده
إدغام متجانسين صغير.
تنبيه: اللامات السواكن في القرآن الكريم خمسة أنواع ذكر
منها الناظم اثنتين فقط، وهما: لام التعريف ولام الفعل، ولم يتطرق في نظمه للحديث
عن لام الأمر ولام الاسم ولام الحرف، ويلي بيانها:
لام الأمر: هي لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة تدخل على الفعل المضارع، ولابد أن
يسبقها واو أو فاء أو ثم، مثل: (ثم لْيقضوا، ثم لْيقطع، فلْيمدد، فلْتقم، فالْتقى،
ولْيوفوا، ولْيطوفوا). وحكمها الإظهار مطلقاً.
لام الاسم: هي لام ساكنة أصلية توجد في الأسماء، ولا تكون إلا متوسطة، مثل: (ألْسنتكم،
ألْوانكم، سلْطان، ألْفافاً). وحكمها الإظهار مطلقاً.
لام الحرف: هي اللام الساكنة الموجودة في حرف، ولم تقع في القرآن الكريم إلا في حرفين،
وهما: (هل، بل)، ومن أمثلة لام الحرف: (هل تربصون، بل هم). وحكمها الإظهار إلا إذا
جاء بعدها لام أو راء فتدغم في اللام للتماثل مثل: (هل لك، بل لما)، وتدغم في
الراء للتقارب مثل: (بل رفعه)، ويستثنى من ذلك قوله تعالى: (كلا بل ران) لوجوب
السكت على اللام، والسكت يمنع الإدغام.