شرح تحفة الاطفال (أَحْكَامُ المَدِّ)

 

42) لِلْمَـدِّ أَحْـكَـامٌ ثَـلاَثَـةٌ تَــدُومْ = وَهْيَ الْوُجُوبُ وَالْجَـوَازُ وَاللُّـزُومْ

أي: إن للمد –ويُقصد هنا المد الفرعي- ثلاثة أحكام دائماً، هي الوجوب والجواز واللزوم.

43) فَوَاجِبٌ إِنْ جَـاءَ هَمْـزٌ بَعْـدَ مَـدّ = فِـي كِـلْـمَـةٍ وَذَا بِمُـتَّـصِـلْ يُـعَــدّ

أي: إن الحكم الأول من أحكام المد الفرعي (الوجوب)، ويكون إذا جاء بعد حرف المد همزة في كلمة واحدة، ويسمى هذا المد بــ(المد المتصل)، وسمي متصلاً؛ لاتصال حرف المد بسببه –أي الهمز- في كلمة واحدة، ومقدار مده في رواية حفص عن عاصم (4 أو 5) حركات إذا لم تكن الهمزة متطرفة مثل: (سيئت)، أما إذا كانت الهمزة متطرفة ووُقف عليها يكون مقدار المد (4 أو 5 أو 6) حركات مثل: (السماء)، (قروء).

44) وَجَائِـزٌ مَـدٌّ وَقَصْـرٌ إِنْ فُصِـلْ = كُـلٌّ بِكِلْـمَـةٍ وَهَــذَا المُـنْــفَـصِـلْ

أي: إن الحكم الثاني من أحكام المد الفرعي (الجواز) ويجوز مده وقصره ، المقصود (بجواز مده وقصره): القصر أي أن يكون المد بمقدار حركتين فقط، أما المد أن يكون المد زيادة على حركتين، غير أن جواز المد والقصر بالنسبة لمد المنفصل جاء في رواية حفص عن عاصم من طريق طيبة النشر فيُمد المنفصل (2 أو 4 أو 5 ) حركات، أما من طريق الشاطبية فلا قصر، وإنما حكم المنفصل المد (4 أو 5) حركات فقط. ،

 ويكون إذا جاء حروف المد في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة التي تليها، ويسمى هذا المد بــ(المد المنفصل)، وسمي منفصلاً؛ لانفصال حرف المد عن سببه –أي الهمز-، وقد يكون هذا الانفصال حقيقة مثل: (إنا أعطيناك)، (قوا أنفسكم)، (وأفوض أمري)، وقد يكون الانفصال حكماً، وذلك بأن يكون حرف المد محذوفاً في رسم المصحف ثابتاً لفظاً، مثل: (يَٰـأَيُّهَا، هَٰـأَنتُم، يَٰـأَرضُ، يَٰإِبرَٰهِيمُ). ويمد المد المنفصل في رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية (4 أو 5) حركات.

ملاحظة: يأخذ نفس حكم المد المنفصل (مد الصلة الكبرى)، ويكون هذا المد عند الوصل إذا وقعت هاء الكناية المضمومة أو المكسورة بين متحركين على أن يكون المتحرك الثاني همزة، مثل: (مَالَهُ أَخلده، آياتِهِ أَنْ)، ومقدار مد الصلة الكبرى مثل المد المنفصل (4 أو 5) حركات.

45) وَمِثْـلُ ذَا إِنْ عَـرَضَ السُّـكُـونُ = وَقْـفًـا كَـتَـعْـلَـمُـونَ نَسْتَـعِـيــنُ

أي: مثل المد المنفصل في جواز المد والقصر (المد العارض للسكون)، وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون عارض لأجل الوقف، وذلك بأن يوقف بالسكون على كلمة آخرها متحرك ويكون ما قبل الحرف الأخير حرف مد، مثل: (تعلمون، نستعين، الرحمن، الرحيم، المؤمنون)، ومقدار مد العارض للسكون (2 أو 4 أو 6 حركات) جوازاً.

ملاحظة: يأخذ نفس حكم المد العارض للسكون (مد اللين)، وهو أن يأتي بعد حرف اللين سكون عارض لأجل الوقف، وسمي بمد اللين؛ لأن الحرف الذي يمد هو حرف لين، وحرفا اللين كما أسلفنا هما الواو والياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما، ومن أمثلة مد اللين: (قرَيْش، الصَيْف، خَوْف، السَوْء)، ومقداره مثل العارض للسكون (2 أو 4 أو 6 حركات) جوازاً.

46) أَوْ قُـدِّمَ الْهَمْـزُ عَلَـى المَـدِّ وَذَا = بَـدَلْ كَـآمَـنُـوا وَإِيـمَـانًـا خُــذَا

أي: إذا قُدِّم الهمز على أي حرف من حروف المد الثلاثة يُسمى هذا المد بــ(مد البدل)، مثل: (ءامنوا)، (إيماناً)، (ءادم)، (أوتوا)، وكذلك (ايتوني)، (ايذن لي)، (اوتمن) عند الابتداء بكل منهم.

وسمي هذا المد بدلاً؛ لأن حرف المد مبدل من الهمزة غالباً، فأصل الكلمة عبارة عن همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة، فأبدلت الهمزة الثانية الساكنة بحرف مد مجانس لحركة الأولى، فأصل كلمة (ءامنوا) (ءَأْمنوا) فأبدلت الهمزة الثانية ألفاً؛ لأن الهمزة الأولى مفتوحة. ومن البدل ما يكون حرف المد فيه أصلياً وليس مبدلاً من الهمزة، وذلك مثل: (قرءان)، (نبئوني)، (فاءو)، (متكئين)، (إسرائيل)، (مسئولاً)، وهذا يسمي شبيه بالبدل.

ملاحظة: مد البدل هناك من يصنفه كملحق من ملحقات المد الطبيعي فيمد بمقدار حركتين كالطبيعي وفق رواية حفص عن عاصم، وهناك من يصنفه ضمن المد الفرعي لكون حرف المد يسبقه همزة مثل: (ءامن، إيماناً، أوتوا) ويمد أكثر من حركتين وفقاً لرواية ورش عن نافع فيُمد (2 أو 4 أو 6) حركات.

 

47) وَلاَزِمٌ إِنِ الـسُّـكُـونُ أُصِّـــلاَ = وَصْـلاً وَوَقْفًـا بَعْـدَ مَــدٍّ طُــوِّلا

أي: إن الحكم الثالث من أحكام المد الفرعي (اللزوم)، ويكون إذا جاء السكون أصلياً بعد حرف المد وصلاً ووقفاً. وقوله (طُوِّلا): أي طُوِّل مده لزوماً بمقدار ست حركات إلا في حالتين: (عين) في فاتحة سورتي مريم والشورى (عسق، كهيعص) فتمد (4 أو 6) حركات، و(ميم) في فاتحة ال عمران (الم) عند وصلها بما بعدها فتمد (2 أو 6) حركات. وسمي المد اللازم بهذا الاسم؛ للزوم سببه في حالتي الوصل والوقف أو للزوم مده ست حركات عند جميع القراء، وأقوى المدود: المد اللازم ثم المتصل ثم العارض للسكون ثم المنفصل ثم البدل، قال الشيخ إبراهيم السمنودي: " أقوى المدود لازم فما اتصل *** فعارض فذو انفصال فبدل". وعليه إذا اجتمع سببان للمد أحدهما قوي والآخر ضعيف، عُمل القوي، مثل: (القرءان، ءامّين) ففي كلمة (القرءان) اجتمع سببان الأول الهمز ففيها مد شبيه بالبدل والثاني السكون ففيها مد عارض للسكون، وهنا يُعمل بالأقوى وهو العارض للسكون، وفي الكلمة الثانية (ءامّين) اجتمع سببان الأول الهمز ففيها مد بدل والثاني السكون ففيها مد لازم كلمي مثقل، وهنا يُقدم الأقوى وهو المد اللازم.

تعليقات