شرح تحفة الاطفال (أقْسَامُ المَدِّ الَّلازِمِ )

 

48) أَقْـسَـامُ لاَزِمٍ لَدَيْـهِـمْ أَرْبَـعَـهْ = وَتِـلْـكَ كِـلْـمِـيٌّ وَحَـرْفِـيٌّ مَــعَــهْ

49) كِلاَهُـمَـا مُـخَـفَّـفٌ مُـثَـقَّـلُ = فَـــهَـــذِهِ أَرْبَــعَــــةٌ تُــفَــصَّـــلُ

أي: أقسام المد اللازم عند القراء أربعة، أول قسمين: المد اللازم الكلمي والمد اللازم الحرفي، وكلاً من هذين القسمين يقسم إلى: مخفف ومثقل، وعليه تكون الأربعة أقسام: (المد اللازم الكلمي المخفف، المد اللازم الكلمي المثقل، المد اللازم الحرفي المخفف، المد اللازم الحرفي المثقل).

50) فَـإِنْ بِكِلْمَـةٍ سُـكُـونٌ اجْتَـمَـعْ = مَعْ حَرْفِ مَـدٍّ فَـهْـوَ كِلْمِـيٌّ وَقَــعْ

وهنا يبين الناظم ماهية المد اللازم الكلمي، أي إذا جاء بعد حرف المد سكون أصلي في كلمة واحدة يكون المد (مد لازم كلمي)، مثل: (الصاخّة، الطامّة، أتحاجّونّي، دابّة). وقوله (وقع): أي حصل؛ وذكرها تكملة للبيت.

51) أَوْ فِـي ثُلاَثِـيِّ الحُـرُوفِ وُجِـدَا = وَالـمَـدُّ وَسْـطُــهُ فَـحَـرْفِـيٌّ بَـــدَا

أي: إذا اجتمع السكون مع حرف المد في حرف مكون من ثلاث أحرف أوسطها حرف مد مثل: (ن، ق، ص)، يكون المد (مد لازم حرفي). وقوله (بدا): أي ظهر؛ وذكرها تكملة للبيت.

52) كِلاَهُـمَـا مُثَـقَّـلٌ إِنْ أُدْغِـمَــا = مَـخَـفَّـفٌ كُـلٌّ إِذَا لَــمْ يُـدْغَـمَــا

أي: كلا المدين اللازمين الكلمي والحرفي يكون مثقلاً إن أدغم الحرف الساكن الواقع بعد حرف المد فيما بعده. مثال المد اللازم الكلمي المثقل: (الحاقّة، الصاخّة)، ومثال المد اللازم الحرفي المثقل: (اللام في بداية سورة البقرة في "الم"، والسين في بداية سورة القصص "طسم") و هناك من أهل علم التجويد من يقسم المد اللازم الحرفي إلى ثلاثة أقسام: المخفف والمثقل والشبيه بالمثقل، والمخفف والمثقل قد عرفناهما، أما المد اللازم الحرفي الشبيه بالمثقل: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً لازماً في حروف فواتح السور تقتضي أحكام التجويد إخفاؤه عند الحرف الذي بعده عند الوصل، ولم يوجد في القرآن إلا في أربعة مواضع: (عين) في فاتحة سورتي مريم والشورى (كهيعص، عسق)، و(سين) في فاتحة سورتي النمل والشورى (طس تلك، عسق). وسمي شبيهاً بالمثقل؛ لوجود بعض الثقل في النطق به لكون الحرف الذي بعد حرف المد مخفي.

 وسمي مثقلاً؛ لثقل النطق به لأن الحرف الذي يعد حرف المد حرف مشدد.

وإذا لم يدغم الحرف الساكن الواقع بعد حرف المد فيما بعده فهو مخفف، مثال المد اللازم الكلمي المخفف: (ءَالـَٰٔنَ ولا ثاني لها)، ومثال المد اللازم الحرفي المخفف: (ص، ق، والميم في بداية سورة البقرة في "الم"). وسمي مخففاً؛ لخفة النطق به لخلوه من التشديد.

53) وَالـلاَّزِمُ الْحَرْفِـيُّ أَوَّلَ الـسُّـوَرْ = وُجُـودُهُ وَفِــي ثَـمَـانٍ انْـحَـصَـــرْ

أي: إن المد الازم الحرفي الموجود في فواتح السور سواءً كان مثقلاً أم مخففاً، منحصر في ثمانية أحرف.

54) يَجْمَعُهَا حُرُوفُ كَمْ عَسَلْ نَقَـصْ = وَعَيْـنُ ذُو وَجْهَيْنِ والطُّولُ أَخَـصّ

(يَجْمَعُهَا حُرُوفُ كَمْ عَسَلْ نَقَـصْ): أي: يجمع حروف المد اللازم الحرفي الثمانية، عبارة (كم عسل نقص) كما بين الناظم، وغيره يجمعها في قوله (نقص عسلكم) أو (سنقص علمك).

ونذكر حروف المد اللازم الحرفي مع أمثلتها الواردة في القرآن الكريم:

الكاف مثل: (كهيعص، ولا ثاني لها)، والميم مثل: (الم، المص، المر، طسم، حم، ولا سادس لها)، والعين مثل: (عسق، كهيعص، ولا ثالث لهما)، والسين مثل: (طسم، طس، يس، عسق، ولا خامس لها)، واللام مثل: (الم، المص، المر، الر، ولا خامس لها)، والنون مثل: (ن، ولا ثاني لها)، والقاف مثل: (عسق، ق، ولا ثالث لها)، والصاد مثل: (المص، كهيعص، ص، ولا رابع لها).

(وَعَيْـنُ ذُو وَجْهَيْنِ والطُّولُ أَخَـصّ): أي: إن حرف العين في فواتح السور، وقد ورد في القرآن الكريم في فاتحة مريم (كهيعص)، وفي فاتحة الشورى (عسق)- وفيه وجهان وهما: المد بالإشباع (6) حركات، والمد بالتوسط (4) حركات. وقوله (والطول أخص): أي أن المد بالإشباع (6) حركات هو المقدم والأشهر عند أهل الأداء.

55) وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلاَثِي لاَ أَلِـفْ = فَـمَــدُّهُ مَـــدًّا طَـبِـيـعِـيًّـا أُلِـــفْ

أي: باستثناء الحروف الثلاثية الموجودة في فواتح السور التي أوسطها حرف مد، وهي حروف (كم عسل نقص)، وباستثناء حرف الألف، فتمد الحروف المتبقية من فواتح السور مداً طبيعياً بمقدار حركتين، وهي خمسة حروف مجموعة في (حي طهر) مثل: (حا في حم، يا في يس، طا في طس، ها في كهيعص، را في الر)، ويسمى مدها مد ألفات (حي طهر). وقوله (أُلِـفْ): أي عُرف عند جميع القراء بلا خلاف.

ملاحظة: استُثنيت حروف (كم عسل نقص) لكون المد فيها لازم كما أسلفنا، واستثنى حرف الألف؛ لأنه بالرغم من أنه حرف ثلاثي إلا أن أوسطه ليس حرف مد، فلا يمد مطلقاً.

56) وَذَاكَ أَيْضًا فِـي فَوَاتِـحِ السُّـوَرْ = فِـي لَفْظِ حَـيٌّ طَاهِرٌ قَـدِ انْحَصَـرْ

أي: ما تبقى بعد حروف (كم عسل نقص) من حروف فواتح السور ست أحرف، جمعها وحصرها الناظم في لفظ (حي طاهر)، فتمد حروف (حي طهر) مداً طبيعياً، والألف لا تمد مطلقاً كما بينا.

57) وَيَجْمَـعُ الْفَوَاتِـحَ الأَرْبَـع عَّشَـرْ = صِلْهُ سُحَيْرًا مَـنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَـرْ

أي: يجمع جميع الحروف الواردة في فواتح السور وهي (14) حرفاً (كم عسل نقص -ثمانية أحرف-، حي طاهر –ستة أحرف-)، عبارة (صِلْهُ سُحَيْرًا مَـنْ قَطَعْكَ)، أي الحروف الواردة في فواتح السور هي: (الصاد واللام والهاء والسين والحاء والياء والراء والألف والميم والنون والقاف والطاء والعين والكاف).

وقوله (ذا اشتهر): أي: هذه العبارة التي جمع فيها الناظم فواتح السور مشهورة عند القراء. وجمعها غيره في (نص حكيم قاطع له سر) أو (طرق سمعك النصيحه).

فائدة:

نستنتج مما سبق أنه تنقسم حروف فواتح السور المجموعة في عبارة (صِلْهُ سُحَيْرًا مَـنْ قَطَعْكَ) من حيث المد إلى خمسة أقسام:

1-              ما لا يمد مطلقاً، وهو الألف.

2-              ما يمد مداً طبيعياً (مد ألفات)، بمقدار حركتين، وهي حروف (حي طهر).

3-              ما يمد مداً لازماً بمقدار حركتين أو ست حركات، وهو الميم في فاتحة آل عمران (الم، الله) عند وصلها بما بعدها.

4-              ما يمد مداً لازماً بمقدار أربع أو ست حركات، وهو العين في فاتحة سورتي مريم والشورى (كهيعص، عسق).

5-              ما يمد مداً لازماً بمقدار ست حركات، وهي حروف (من قص سلك) باستثناء الميم في فاتحة آل عمران (الم، الله) عند وصلها بما بعدها تمد 2 أو 6 حركات، أما الميم في غيرها من المواضع تمد ست حركات قولاً واحداً.


تعليقات