35) وَالمَـدُّ أَصْلِـيٌّ وَ فَرْعِـيٌّ لَــهُ = وَسَـــمِّ أَوَّلاً طَـبِـيـعِـيًّـا وَهُــو
أي: ينقسم المد إلى قسمين؛ الأول منهما أصلي والآخر فرعي، والأول الأصلي
يسمي كذلك بالمد الطبيعي، وقوله (وهو): أي: الأصلي (الط=بيعي).
36) مَـا لاَ تَوَقُّـفٌ لَـهُ عَلَـى سَبَـبْ
وَلا بِدُونِـهِ الحُـرُوفُ
تُـجْتَـلَــبْ
(مَـا لاَ تَوَقُّـفٌ لَـهُ عَلَـى سَبَـبْ):
أي: لا يتوقف المد الأصلي (الطبيعي) على سبب من الأسباب كهمز أو سكون.
(وَلا بِدُونِـهِ الحُـرُوفُ تُـجْتَـلَـبْ): ويُقصد هنا أن المد الأصلي (الطبيعي) لا تقوم
ذات الحرف إلا به، أي أن ذات حرف المد توجد بوجود
المد الأصلي وتزول بزواله، ولذا هناك من يسميه بالمد الذاتي.
37)بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرَ هَمْزٍ =
أَوْ سُكُـونْ جَـا بَعْـدَ مَــدٍّ فَالطَّبِيعِـيَّ يَكُـونْ
يُقصد أن أيَّ حرفٍ سوى الهمز أو السكون وقع بعد حرف مد، فيكون هذا المد
مدًّا طبيعيًّا.
ووفقاً لما سبق نعرف المد الأصلي (الطبيعي)
بأنه: هو ما لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب من أسباب المد كالهمز أو
السكون، ويمد بمقدار حركتين
و يُلحق
بالمد الأصلي (الطبيعي) –وفقاً لرواية حفص عن عاصم- أنواع من المدود انطبق عليها
شرط المد الطبيعي، وتأخذ نفس حكمه من حيث مدها بمقدار حركتين وهي:
أ- مد العوض: ويكون هذا المد عند الوقوف على الكلمات التي آخرها تنوين
فتح، فنقف عليها بالألف عوضاً عن التنوين ولذا سمي مد العوض، مثل (عليماً،
وحكيماً، سواءً) عند الوقف عليهم، ويستثنى تاء التأنيث المنونة بالفتح مثل:
(لاغيةً) فيوقف عليها بالهاء. والأسماء المقصورة عند الوقف عليها مثل (هدًى، سدًى)
يكون الحكم فيها مد طبيعياً وليس عوضاً؛ لأن الألف أصلية وليست عوضاً عن التنوين.
ب-مد التمكين: ويكون في الكلمات التي فيها ياءان متتاليان الأولى مشددة
مكسورة والثانية حرف مد، مثل: (حييتم، النبيين، الحواريين)، وسمي بمد التمكين لأن
وجود الياء المشددة مكن الياء الساكنة في النطق. ويلحق بالتمكين ما إذا تجاورت
واوان أو ياءان الأولى حرف مد والثانية متحركة، مثل: (ءامنوا وعملوا، الذي يوسوس)،
فلا بد من تمكين الواو والياء المديتين لئلا يحدث إدغام.
ت-مد الصلة الصغرى: ويكون هذا المد عند الوصل إذا وقعت هاء الكناية
المضمومة أو المكسورة بين متحركين على أن لا يكون المتحرك الثاني همزة مثل: (بِهِ
بَصيراً، لَهُ لَحافظون)، ويستثنى منه أربعة مواضع: ثلاثة الأصل أن يكون فيها مد
صلة صغرى لكن جاءت الرواية بدون مدها: (يرضه لكم)، (أرجه وأخاه)، والموضع الرابع
الأصل عدم وجود مد الصلة فيه ولكن جاءت الراوية بمده: (فيه مهاناً).
ث-مد البدل: سيأتي الحديث عنه في أحكام المد (البيت 46 من التحفة).
ج- مد ألفات (حي طهر): سيأتي الحديث عنه في أقسام المد اللازم (خاصة
البيتين 55 و56 من التحفة).
والمقصود بالحركتين: الزمن اللازم
لنطق حرفين متتاليين متحركين، وقيل المراد بالحركة هنا: هو ما يساوي الزمن الذي يستغرقه
قبض الإصبع أو بسطه بحالة متوسطة ليست سريعة ولا بطيئة.
وسمي هذا المد أصلياً؛ لأنه أصل لباقي المدود. وسمي طبيعياً؛ لأن صاحب
الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره ولا يزيد عليه. ومن أمثلة المد الطبيعي: (قال، مالك، الرحمن، يقول، توبوا، قلوبهم،
الذي، قيل).
38) وَالآخَرُ الْفَرْعِـيُّ مَوْقُـوفٌ عَلَـى
= سَبَبْ كَهَمْـزٍ أَوْ سُكُـونٍ مُسْجَـلا
أي: والقسم الآخر من أقسام المد هو المد الفرعي، وهو الذي يتوقف على سبب من
همز أو سكون. وقوله (مسجلا): أي مطلقاً، سواءً
أكان السكون أصلياً كالمد اللازم أم عارضاً كالمد العارض للسكون ومد اللين، وسيأتي
بيانها.
ويعرف المد الفرعي بأنه: هو ما تقوم ذات الحرف بدونه ويتوقف على سبب من
أسباب المد كالهمز أو السكون. وسمي فرعياً؛ لتفرعه عن المد الأصلي. وأحكامه الوجوب
والجواز واللزوم، وبيانها سيأتي.
39) حُـرُوفُــهُ ثَـلاَثَــةٌ فَعِـيـهَـا
= في لَفْظِ وَايٍ وَهْـيَ فِـي نُوحِيهَـا
أي: إن حروف المد ثلاثة فاعرفها واحفظها، وهي موجودة في لفظ (واي)، أي هي:
الواو والألف والياء، وجمعت هذه الحروف في كلمة (نُوحِيهَا). ومن أمثلة الكلمات
التي تشتمل على حروف المد الثلاثة أيضاً كلمة (أوذينا)، وكذلك كلمة (وأُوتِينَا).
40) وَالكَسْرُ قَبْلَ الْيَا وَقَبْلَ الْـواوِ ضَـمْ = شَـرْطٌ وَفَتْـحٌ قَبْـلَ أَلْــفٍ يُلْتَـزَمْ
وهنا يبين الناظم شروط حروف الألف والواو والياء حتى تكون حروف مد، فالياء
تكون حرف مد إذا سبقها مكسوراً مثل: (قيل، الذي)، والواو تكون حرف مد إذا سبقها
مضموماً مثل: (يقول، المؤمنون)، والألف تكون حرف مد إذا سبقها مفتوحاً مثل: (قال،
يخاف).
41) وَاللِّيـنُ مِنْهَـا الْيَـا وَوَاوٌ سُكِّـنَـا= إِنِ انْفِـتَـاحٌ قَـبْـلَ كُــلٍّ أُعْـلِـنَـا
أي: واللين من الحروف الثلاثة المتقدمة، ويكون في الياء والواو الساكنتين إن
سبقهما مفتوحاً، مثل: (بَيْت، قريْش، قوْم، خَوْف، فرعَوْن).