44)
وَفَخِّمِ اللَّامَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ عَنْ فَتْحٍ اوْ ضَمٍّ كَ:
عبْدُ اللَّهِ
يبين الناظم في هذا البيت حكم لام لفظ الجلالة، فتُفخم لام لفظ الجلالة إذا
سبقت بفتح أو ضم، وضرب الناظم مثال على لام لفظ الجلالة المسبوقة بضم:
(عَبْدُ اللَّهِ). ومن أمثلة لام لفظ الجلالة المفخمة أيضاً: (شهدَ الله،
عليهُ الله، قالوا اللهم).
ملاحظة: ترقق لام لفظ الجلالة إذا سبقت بكسر أصلياً مثل: (بسمِ الله) أو كسراً
عارضاً مثل: (قلِ اللهم).
45) وَحَرْفَ الِاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا الِاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوُ: قَالَ وَالْعَصَا
يأمر الناظم القارئ بتفخيم حروف الاستعلاء وهي مجموعة في عبارة: (خص ضغط
قظ)، وخصص من حروف الاستعلاء حروف الإطباق وهي: (الصاد والضاد والطاء والظاء)
بزيادة التفخيم؛ لأنها أقوى حروف الاستعلاء، وضرب الناظم لذلك مثالين، أحدهما: حرف
استعلاء وليس إطباق وهو القاف في: (قال)، والثاني: حرف استعلاء وإطباق وهو الصاد
في: (العصا).
فائدة:
مراتب التفخيم على قول الإمام ابن الجزري رحمه الله كما بَيَّن في
كتابه "التمهيد في علم التجويد" هي:
1- المفتوح الذي بعده ألف، مثل: قَال، الطَامة، الظَالمين.
2- المفتوح وليس بعده ألف، مثل: ظَلم، الغَيب، طَبع.
3- المضموم، مثل: منضُود، منصُوراً، محظُوراً، يقُول.
4- الساكن، مثل: يطْبع، يغْلب، يخْلق، اصْبر.
5- المكسور، مثل: قِيل، ظِلال، وغِيض، خِلال.
46)
وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطتُ مَعْ بَسَطتَ وَالخُلْفُ بنَخْلُقكُّمْ وَقَعْ
(وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أَحَطتُ مَعْ
بَسَطتَ): يأمر الناظم هنا القارئ بتبيين الإطباق في
حرف الطاء في كلمتي (أحطت) و (بسطت) وفي هاتين الكلمتين إدغام ناقص، فتدغم الطاء
في التاء بذهاب ذاتها مع بقاء صفتها. ومِثْل المثالين الذين ذكرهما الناظم هناك
كلمتين فيهما نفس الحكم، وهما: (فرطتم، فرطت).
(وَالخُلْفُ بِنَخْلُقكُّمْ وَقَعْ): وكلمة نخلقكم في قوله تعالى: " أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ " (المرسلات:20)، وقع في
قراءتها خلاف عند علماء التجويد على قولين:
1- الإدغام الكامل: وذلك بإدغام القاف في الكاف ذاتاً
وصفة، فلا يبقى شيء من صفات القاف، وتشدد الكاف تشديداً كاملاً (نخلُكُّم)، وهذا
الوجه هو الأولى والأشهر في الأداء.
2- الإدغام الناقص: وذلك بإدغام القاف في الكاف ذاتاً مع
بقاء صفة الاستعلاء في القاف، وتشديد الكاف تشديداً ناقصاً.
47) وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
يوصي الناظم هنا القارئ بأن يحرص على سكون بعض الحروف تحرزاً للحن الذي يقع فيه
بعض القراء في: اللام في (جَعَلْنَا)، والنون في (أَنْعَمْتَ)، والغين في (وَالمَغْضُوبِ)،
واللام الثانية في (ضَلَلْنَا). فالبعض يلحن في اللام في (جعلنا) و(ضللنا) فيلفظها
نوناً لما في اللام من صفة الانحراف كما بينا، فتصبحان (جعنّا، ضلنّا)، والبعض
يحرك النون في (أنعمت) والغين في (المغضوب) أو يلفظهما مقلقلتين، فينبغي الحذر من
ذلك.
48)
وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُورًا عَسَى خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِ:
مَحْظُورًا عَصَى
أي: يجب على القارئ أن ينطق الذال من كلمة: (محذوراً)، والسين من كلمة:
(عسى) مع مراعاة صفة الانفتاح فيهما، فإن لم يراعِ الانفتاح ونطقهما بالإطباق،
تحولت الذال إلى ظاء والسين إلى صاد فتصيران: (محظوراً) بدل (محذوراً)، و(عصى) بدل
(عسى)، وهذا لحن جلي يغير المعنى، فينبغي الحذر منه.
49) وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا كَ شِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا
أي: راعي أيها القارئ الإتيان بصفة الشدة في حرفي الكاف والتاء، في نحو:
(شرككم – تتوفاهم - فتنة)؛ وذلك أن حرفي الكاف والتاء فيهما صفة الهمس (جريان
النفس)، وفيهما صفة الشدة (انحباس جريان الصوت). وبعض القراء يبالغون في بيان صفة
الهمس في الكاف والتاء بحيث يؤدي إلى توليد حروف زائدة كالهاء عند الكاف، والهاء
أو السين عند التاء، وحينئذ تصير الكاف والتاء من الحروف الرخوة، والواجب مراعاة
شدة الصوت عند النطق بالكاف والتاء.
50)
وَأَوَّلَىْ مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ أَدْغِمْ كَ:
قُلْ رَبِّ وَبَلْ لَّا وَأَبِنْ
51) فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ سَبِّحْهُ لاَ تُزِغْ قُلُوبَ فَالْتَقَمْ
(وَأَوَّلَىْ مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ
أَدْغِمْ كَ: قُلْ رَبِّ وَبَلْ لَّا): أي: أدغم أيها القارئ الحرف الأول الساكن
في الثاني المتحرك من الحرفين المتماثلين، وهما اللّذان اتفقا اسماً ورسماً ومخرجاً
وصفةً، وضرب مثالاً لذلك: (بلْ لَا)، ويسمى الإدغام هنا متماثلين أو مثلين صغير.
وكذلك أدغم الساكن الأول في الثاني في الحرفين المتجانسين وهما الحرفان
اللّذان اتفقا مخرجاً واختلفا صفة، ثمّ مثّل لذلك: (قل ربّ)، غير أن هذا المثال
ينطبق على مذهب من جعل اللّام والرّاء يخرجان من مخرج واحد (وهو مذهب الفراء
والجرمي وقطرب وابن كيسان)، أما من جعل لكلّ من الرّاء واللّام مخرجا منفرداً (وهو
مذهب الجمهور ومنهم الإمام ابن الجزري)، فالحكم عنده في: (قل رب) متقاربين وليس
متجانسين. وعليه يسمى الادغام هنا متجانسين صغير على مذهب الفراء والجرمي وقطرب
وابن كيسان، ويسمى على مذهب الجمهور متقاربين صغير.
فائدة: يسمى الإدغام صغيراً إذا كان الحرف الأول من الحرفين المدغمين ساكناً
والثاني متحركاً؛ وذلك لأن الإدغام يتم بخطوة واحدة، وهي إدغام الحرف الأول في
الثاني.
(وَأَبِنْ
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ): أي: أظهر أيها القارئ ولا تدغم الياء
المدية في المتحرّكة في مثل: (في يوم)، وكذلك لا تُدغم الواو المديّة في المتحركة
في مثل: (قالوا وهم)؛ لاختلاف مخرجهما، فالواو المدية تخرج من الجوف وغير المدية
تخرج من الشفتين، والياء المدية تخرج من الجوف وغير المدية تخرج من وسط اللسان، بالإضافة
لذلك فإن حكمها الإظهار لئلا يذهب المد بالإدغام.
وكذلك ليحذر القارئ من إدغام اللام في النّون التي تليها في قوله: (قلْ نعم)؛
لقرب مخرجهما، فحكمهما الإظهار.
(سَبِّحْهُ لاَ تُزِغْ قُلُوبَ فَالْتَقَم):
أي: أظهر أيها القارئ ولا تدغم الحاء في
الهاء في مِثْل: (فسبّحْه)، والغين في القاف في مِثْل: (لا تزغْ قلوبنا)، واللّام
في التّاء في مِثْل: (فالْتقمه).